القائمة الرئيسية

الصفحات

🌟 القصة الومضة : المقومات والخصائص 🌟



القصة الومضة هي جنس ادبي من الأجناس الرشيقة
الممتعة، ورغم صغر حجمها الا انها  صعبة التأليف،لأنها لها مقومات خاصة، وتتميز عن القصة القصيرة العادية و إن اشتركت معهافي بعض العناصر.
يقول ؛هارفي ستابرو؛ أن القصة الومضة ،جنس أدبي ممتع و لكنه صعب التناول، و هي كما
قال؛عمران أحمد؛ قصة الحذف الفني، مما يجعل الحذف من مقومات القصة الومضة ؛
فنزيل الزوائد اللغوية و الحشو القصصي الوصفي ولكن هذا الحذف ، ليس مجرد اقتضاب و اختزال لنص بعينه
ليصبح قصة ومضة......
فالقصة الومضة لا تعتمد على مجرد الاختزال و إزالة الحشو الوصفي، إنما الأهم هو:
 التركيز و التكثيف الشديد في الكم القليل جدا من الكلمات التي تصبح شديدة الامتلاء،
فكلما اختزلنا كلما كثفنا في الدلالات و الإيحاءات، فيولد نص كالصرخة التي تعتمد آهة واحدة
تبلغ المقصود، أو كالرصاصة تنفذ إلى المنشود.
و بين المقصود و المنشود يكمن دور القصة الومضة في نقل رسائل اجتماعية أو فكرية
أو سياسية.
يمكن وصف القصة الومضة بقطرة مركزة من عطر فواح، فنعتصر الكلمات منتقين
أبلغها متجنبين الاستطراد الذي هو من جماليات القصة القصيرة العادية، فنقتصد في الكلمات
كمّا، و ننتقيها كيفا، فإذا كانت جمالية القصة العادية في الإضافة، فجمالية القصة الومضة تعتمد على :
فن الحذف ،فكأننا نكتب بممحاة سحرية تختزل بقدر ما تكثف مع اعتماد التركيز في انتقاء الكلمة مما يوصلنا
إلى فكرة أو موقف إنساني شديد الصدق .
كيف نختزل و نكثف؟

إن في تناول القصة الومضة تدريبا على الاقتصاد في الكلام مع التبليغ النافذ و يتأتى ذلك ب:
🔺️ تجنب استعمال الأفعال الناقصة و أفعال الوصل، و الالتجاء إلى أفعال الحركة.
🔺️تجنب استعمال الصفات و الظروف و ذلك يسهل باستخدام أفعال الحركة التي تُسْقطُ الصفات و الظروف بصفة آلية.
🔺️التخلي عن استخدام حروف الربط.
🔺️الابتعاد عن الافتعال ،فلا نستعمل الإيجاز كغاية ،في حين هو وسيلة لتبليغ المقصود .
🔺️التركيز على استعمال لغة تعتمد الإيحاءات و الدلالات فتقود القارئ إلى التفطن
لمقصود الكاتب عن طريق الاستنتاج ممّ يجعل القارئ ينشغل بالنص فيتبصر في مضامينه ،
ليصبح النص بالتالي ذكيا لقارئ ذكي لا يكتفي بنص عادي تقريري إملائي مباشراتي ،
بل يتوق إلى الإبحار في المضامين و الإيحاءات بعيدا عن كل سفسطة و ثرثرة و تنميق مفتعل.
🔺️استخدام المفارقة ، إن التناقض في المفارقة التصويرية ،هي فكرة تبرز استنكار التباين ،
فالمفارقة صيغة بلاغية ذات شحنة درامية، و هي تقنية قصصية فيها تشويق و إثارة ،
فنقول نقيض ما نقصده مع الإيحاء لما نعنيه بصيغة نقدية تهكمية قد تضحك، قد تبكي  وقد تدهش...
هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع