القائمة الرئيسية

الصفحات


بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية .....لغة الضاد ....كتبت اليوم هذا النص ..وأسميته مقامة ....رغم أنه لا يرقى الى فن المقامة وقواعده ....أرجو أن يروق لكم ....تحيتي والمودة ....


💝 المقامة الضاديّة :

حدثنا الحرف بن قاموس المعجمي قال :
*وصلت بعض مطارح الأرض ، بعد أن جُبْتُها بالطول والعرض ، أطرق جمال الكلِم بابَه ، وأركب إليه البحر عُبابَه ،  أُتقن بين أعطافها الترحال ، و أُرافق بين أطرافها التجوال ، فعرفت الدهر في عُسره ،و جُسْتُ الزمان في  يسره ، وشربتُ من بِشْره وعبوسه ،أتورّد موارد المرح ، وأتصيّد شوارد المُلح ، وأدفع لواعج التّرح ، فلم يفُتْني منظر ولا مسمع ، ولا خلا مني ملعب أو مرتع ، كنت كالسحابة في كل بقعة ، أقتفي أثر الغيث بين حجر و رقعة ، حتى تفننتُ في لسان كل شعب ، وبلغت فيهم أعلى كعب ، وأخذت بزمام الكلام من كل صوب ،  لم تفتني فيه شاردة ، ولم تغنيني عنه واردة ...إلى أن بلغ بي السفر  خِلاًّ من  بلاد نجدٍ ،  من أبناء يعربَ أبا عن جدٍّ ، اسمه الضاد بن يعرب بن قحطان ، حرفٌ للوسامة  فتيّ ، ذي خلق رضي ، ووجه مضيء، وسيم الزيّ والحال ، محفوف السِّبال .... فطويت معه الوهاد ، والتقمت وإياه المهاد ، فاتخذته جليسا ، وعلى عيِّ اللسان ونيسا ، لا يصيبه من عيِّي تعبٌ ، ولا يؤلمه من حصْري وصَبٌ ، صابرا على ملازمتي ، جَلْدا على مُنادَمتي ،
يتنقل بي بين إخوته من بني عدنان ، وهم سبع وعشرون شقيقا ، و هو  الثامن والعشرون كان لي  فيهم  رفيقا ، أتنقل معهم حيث حلوا ، وأحط حيث ارتحلوا ، بين الشفة والحلْقِ ، وأنزل معه ما بين اللسان و الحنكِ ،  فعرفت فيهم الشفهي واللهوي ،  أميز فيهم بين اللسني والسِّنِّي ، وأصاحب منهم النَّطْعي واللَّثْوي ، فينفجر الصوت بين فكّيّ سلسبيلا ، و يسيل الكلِم بين شفتيّ نميرا ، فقد طفت وإياه كتاب الصحاح للجوهري ، ونزلنا منازل القرى على معجم العين للفراهيدي ، واعتلينا مآذن المحيط للفيروز آبادي ، وامتطينا صهوة العباب للصغاني ، إلى أن كلّل هاماتِنا تاجُ العروس للزبيدي.. فنهلنا من أجرومية الشنقيطي والتهمنا ألفية ابن مالك التهام التين والزيتون ....
وها أنذا بينكمُ  ، فصيحا أكلمكمُ،
فاقبلوني بينكمُ ، وإن كان اسمي من بعضِكمُ ، ولقبي أعجميٌّ غريبٌ عنكمُ .....فليت لي بَدَنا يقوى على بينِكمُ .

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات

التنقل السريع