كيف تجيد فن القصة بخطوات بسيطة؟
ما يميز فن *القصة العربية* هو التكثيف والسرد وذلك ليس خافياً على أحد، لكن الأهم هو كيف ستستعمل أسلوب السرد الذي يزيد من قوة العمل، ولأجل هذا سأقدم مثالاً عن طفل فقد أمه بالطريق.
🔹️المثال الأول
(لقد تاهت أمي مني ولا أعرف كيف أصل إليها، فهل من أحد يساعدني ؟)🔹️المثال الثاني
(وقف يتلفت حوله كمن ينتظر النداء بلحظاتها الحانية، تندثر دمعاته بدررها اللؤلؤية وهو يبحث لاهثاً عنها برجاءٍ يعلنه صامتاً :"فليساعدنِي أحدٌ ما")
لو لاحظت الفرق بين المثالين جاء المثال الأول صريحاً واضحاً لم يعتمد التعبيرات البلاغية وتلك اللفتات اللغوية، بينما جاء الثاني معتمداً على التشويق والوصف الخفي لحال الطفل في تلك اللحظة معبراً عن شعوره الداخلي.
إذا نعرف من ذلك أن *القصة* ليست جامدة بل هي عمل يعتمد على الأسلوب الأدبي لمعالجة فكرة معينة مستخدمة أساليب *السرد* و*الوصف* و*المونولوج* و*الحوار*
كما جاء في المثال الثاني .
⚡ ونقطة هامة يجب أن تتوخى الحذر عند الكتابة:
*علامات الترقيم* والموضع الصحيح للتعامل معها يزيد قوة التأثير لديك فالعلامات تعني الكثير من المعانى التي قد تسرد بالعديد من الكلمات .
مثلا:( قال لها أحمد وهو يستفهم منها سؤالاً منزعجاً: ماذا تفعلين هنا يا ليلي.)
في حين أنه كان يستطيع كتابة الجملة بطريقة أبسط هكذا
قال لها أحمد مستفهماً بانزعاج: (ماذا تفعلين هنا يا ليلي؟ )
فقد جاءت علامة الاستفهام تغني عن وضع كلمات التساؤل .
أما لو كتب نفس الجملة متبعة بعلامة التعجب لكان هذا الاستفهام تعجباً وليس سؤالا حقيقيا .
⚡ ومن أهم النقاط التي يجب أن تعرفها أن القصة تتحرك وتتنفس في عقلك فأنت بكلماتك تحاول *نقل هذا الشعور* الذي تعيشه شخصياتك بتعبيرات لغوية لتوضح للقارئ كيف سينظر لتلك الشخصية.
⚡*الوصف والسرد* الاثنان يتصلان بكل مواثيق الأدب بالقصة فانت تسرد حالة الشخصية وما يحيط بها وتجد أن وصفها أو وصف شكلها أو حالتها مناسباً لرفع كفاءة العمل، أما لو تنازلت عن هذا الجزء وذهبت إلى الحوار الذي قد نستطيع التقليل منه بالقصة أو تجاهله ببعض الأحيان فهنا تخلى العمل عن صفة القصة وأصبح عملاً مسرحياً
فهنا الفارق كبير *فن المسرحية* يعتمد اعتمادا كليا على الحوار لأن حركات وديكورات الخلفيات محدودة.
أما *القصة* هي عمل يعتمد على إعادة تكوين المكان والحالة المزاجية لشخصيتك التي تستخدمها.
تعليقات
إرسال تعليق